إمام المسجد يحظى إمام المسجد في الدين الإسلامي بمكانة مرموقة وجليلة لدى عامة المسلمين الموحدين لله عزّ وجلّ، ولعل هذه المكانة تأتي من المكانة العالية التي منحها الله عزّ وجلّ لإمام المسجد في الدنيا والآخرة، وهذا ينبع من مجموعة من المواصفات الأخلاقية الحميدة التي يجب أن يتمتع بها إمام المسجد في حياته وتصرفاته لينال هذه المكانة الرفيعة، وسنعرض فيما يلي بعضاً من هذه الصفات الحسنة التي يجب توافرها في إمام مسجد المسلمين.
صفات إمام المسجد - إخلاص النية لله عزّ وجلّ: وهي أهم الصفات التي يجب على الإمام إتقانها، والسعي إلى العمل بها طوال حياته، ونعني بالإخلاص أن يتجرد الإمام من السعي وراء أهدافٍ دنيوية من عمله كالجاه أو المناصب أو المال أو التقرب من الناس أو قيادتهم، بل يستهدف من عمله نيل رضى الله والتمثل لأوامره وتجنب نواهيه، والطاعة الكاملة لله، وأن تكون نيته من عمله هي الدعوة إلى الله فقط، لينال أجراً في كل عملٍ له سواءً في كلمةٍ تكتب أم لفظٍ ينطق أم خطوةٍ يمشيها أم مجلسٍ يوجد فيه لأجل الدعوة إلى الله، وبهدف إقامة دين الله في الأرض.
- الرفق واللين: بأن يكون الإمام في المسجد ليناً هيناً في تعامله مع المصلين المسلمين، يحسن حديثهم ومجالستهم والتبسم في وجوههم، ليزيد محبتهم للدين وللمساجد، فالإمام يؤدي أعظم وظيفة ربانية على الأرض، لذا لا بد أن يبتعد تماماً عن الفظاظة والغلظة في تعامله مع المصلين كي لا ينفّر الناس من القدوم إلى المساجد والصلاة فيها.
- القدوة الحسنة: حيث إنّ الأخلاق الفاضلة والمسيرة الحسنة لإمام المسجد وصلاحه في حياته تكون أكبر خطبة عملية تقنع المصلين وتجعلهم يقلدون الإمام ويسعون إلى مشابهته في تصرفاته وتعاملاته، لذا لا بد من أن يحسن الإمام في تصرفاته وسلوكه في الحياة ليكون خير قدوةٍ للمصلين المسلمين، فإمام المسجد الناجح هو الذي يدعو الناس إلى الصلاح بعمله قبل أقواله في الخطب، فيرون فيه مثالاً حيّاً للصلاح والاستقامة.
- إتقان إمام المسجد لكتاب الله تعالى: بأن يحسن قراءة القرآن ويكون ضليعاً في تفسيره وحفظ آياته وتجويده بأحكامه، كي لا يكون موضعاً للنقد من المصلين، وأن يسعى إلى زيادة ثقافته الدينية في علوم وفقه الكتاب والسنة ليكون مرجعاً معتمداً للمسلمين المرتادين للمساجد، وجاهزاً لأسئلتهم واستفساراتهم في علوم ديننا الواسع والشامل، وفي ذلك قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: (يؤُمُّ القومَ أقرؤُهم لكتابِ اللهِ وأقدمُهم قراءةً. فإن كانت قراءتُهم سواءً فلْيَؤُمَّهم أقدمُهم هجرةً. فإن كانوا في الهجرةِ سواءً فليؤمَّهم أكبرُهم سِنًّا. ولا تُؤمَّنَّ الرجلَ في أهلِه ولا في سلطانِه. ولا تجلسْ على تكرِمَتِه، في بيتِه إلا أن يأذنَ لك أو بإذنِه).